السياسه فى ازمه الغذاء
مع تصاعد ازمه الغذاء و وصول اسعار المواد الغذائيه الى مستويات مرتفعه لم تجد الحكومات العربيه تبريرا للازمه سوى الزياده السكانيه و ارتفاع الاسعار العالميه ومع تقديرنا لهذه الاسباب الا ان هناك اسباب سياسيه لعبت دور فى هذه الازمه مما يشير الى وجود ازمه فى اداره الحكومات العربيه، ويمكن القول بان هناك اسباب داخليه ، و خارجيه خلف خلف هذه الازمه يمكن اجمالها كالتالى:
على الصعيد الداخلى:-
* غياب الاراده السياسيه لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الغذاء
تعتبر خلافات السياسه العربيه هى الابرز منذ الاعلان عن مشروع التكامل الاقتصادى العربى اواخر الخمسينيات و بدايه الستينيات ، اخره ما حدث فى قمه دمشق الاخيره (مارس2008)
* التوجه لاقتصاد السوق و الخضوع لشروط منظمه التجاره العالميه
و قدبدأت المشكله تتفاقم مع دخول مصر فى البرنامج الشامل للاصلاح الاقصادى ضمن اتفاقيه ابرمتها مع البنك الدولى مع ملاحظه ان الدول الكبرى التى وقعت نفس الاتفاقيه غير ملتزمه بشروطها كما تفعل الدول العربيه
*تبنى سياسه التخلى عن القطاع الزراعى
ومن تداعيات هذه السياسه انه لم تنهض دوله عربيه واحده من مصاف الدول المتخلفه، وبقيت بلا تخصص واضح فلا هى زراعيه او صناعيه او تجاريه
*تبنى سياسات عشوائيه فى القطاع الزراعى
و يمكن سياق ما قام به وزير الزراعه من انتهاج سياسه جديده فى زراعه القطن المصرى و الغاء العديد من الاصناف التى كان البعض منها يصدر بالفعل(الاصناف فائقه الطول) دون الرجوع الى المختصين فى الجامعات او المراكز البحثيه
على الصعيد الخارجى:-
*التدخل السافر فى الشأن السودانى من قبل الغرب و الولايات المتحده و الحيلوله دون استكمال مشروع قناه (قنجولى) فى الجنوب السودانى ، و الذى يتم من خلاله توظيف كميات كبيره من مياه النيل للزراعه فى مصر و السودان
* التواجد الكثيف للولايات المتحده و اسرائل فى دول منابع النيل و السعى بشتى الصور للتأثير على حصه مصر و السودان من مياه النيل
* التدخل المباشر للتأثير على اسعار السلع الزراعيه ، خاصه الاستراتيجيه منها مثل القمح، فقد قامت الولايات المتحده عام 2003 بشراء فائض انتاج دول اوروبا الشرقيه مع العلم بان الولايات المتحده هى المصدر العالمى الاول للقمح و ذلك عندما سعت مصر لتنوع مصادر استيرادها من القمح
و كانت النتيجه ارتفاع اسعار القمح فى السوق العالمى من 97 دولار الى 175دولار للطن
* الممارسات اللاانسانيه التى تمارسها القوى العظمى ضد البلدان العربيه، منها (السودان ، العراق ، ليبيا، غزه،...............) من خلال سلاح العقوبات الاقتصاديه
ومن هنا يجب ان نذكر تجربه الصين و الهند، حيث قامت الهند برفض سفن القمح الامريكى و امرت رئيسه وزراء الهند انديرا غاندى فى ذلك الوقت بعوده السفن الامريكيه و دعت الهنود الى زراعه اكبر مساحه من اراضيها بالقمح لتحافظ على كرامه الهند
كذلك فقد نجحت الصين فى خفض معدلات الفقر الى اكثر من 50%
و من الامثله العربيه سوريا و السعوديه فقد اتجهت كلتاهما الى تحقيق الاكتفاء من القمح لدواعى قوميه و سياسيه...............................................ويا ليت العدوى تنتقل الينا
sunset